21 يوليو 2011:حسن المستكاوي
●
يقولون: «المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين».. لكن فى شارع الرياضة والكرة
المصرية، ممكن جدا أن يلدغ المؤمن عشر مرات، بدءا من قصة «المباراة غير
مذاعة» وسط تأكيدات حاسمة بأنها لن تذاع مهما فعل ومهما فعلوا.. ونهاية
بحكاية كل موسم: «لاعب تدور حوله معركة».. والأطراف كلها تقول إنه من حقها،
وكلهم يستندون على العقود التى أصبحت حبرا على ورق.. وأتعجب من تلك الحقوق
الضائعة والغموض وعدم الوضوح، ويكفى مراجعة قصة شديد قناوى مع المصرى
والأهلى والشرط الجزائى..
● الصبر يارب.. ليست القضية أبدا ولن تكون مجرد تغيير أشخاص وأسماء، وإنما
تغيير عقول أجيال حكمت وقادت الرياضة المصرية والبلد كله فى عصور البلادة
والتنبلة والفهلوة وأسقطت واغتالت كل القيم الكبرى، سقوط الأخلاق والكفاءة
والموهبة.. هذه العقول الخربة وراء ما يجرى فى ساحات الرياضة، ووراء ما جرى
لمصر، التى أصبحت دولة عشوائية، تحيط بعاصمتها ومدنها عشوائيات تؤكد غياب
الدولة منذ 30 عاما، وغياب الرؤية، والتخطيط العلمى للمستقبل، بلا خجل من
ترديد شعارات شديدة البلاهة عن تطوير التعليم والصحة والقرى والإسكان
والمدن والرياضة، ثم لا شىء يتطور.. مع أن مصر بموقعها وتاريخها واقتصادها
المتنوع كان يجب أن تكون من أغنى دول المنطقة.. فعندها الموقع الخلاب،
والزارعة والصناعة والسياحة والتاريخ، ويمكنها أن تصبح دولة مصدرة صناعيا
وزراعيا وخدميا..
● وأدعوك لاختيار مقهى بجوار منزلك، توجه إليه واسمع أحاديث الناس، فى
السياسة والفوضى والتشكيل الوزارى، والأغلبية الصامتة والأقلية الزاعقة،
ورضوخ الدولة لكل صوت ولأى صوت.. وكيف أن العشوائية طالت كل شىء ويجسدها
انتشار الباعة فى كل شارع وميدان وكوبرى ورصيف، وإشارة مرور.. إذهب واسمع
ما يقوله الناس فى الرياضة والصحة والتعليم وتكاليف المعيشة الباهظة وكيفية
مواجهة تكلفة المدعو التعليم المجانى، سوف ترى الحضور من الجمهور يتبع
طقوسه التقليدية، طلبات الشاى، والقهوة، والسحلب والشيشة.. وعلى أصوات
الملاعق التى ترتطم بجدران الأكواب تدور المناقشات شديد قناوى من حق المصرى
أم الأهلى وهل حقا ما يردده رئيس المصرى من فتح أبواب الاتحاد فى المساء
لسداد قيمة الشرط الجزائى؟..
معقول ما أعلنه حسام حسن من أنه وقع عقدا مع الزمالك، ثم اتفق النادى مع
حسن شحاتة ما الذى يحكم الاتفاقات والتعاقدات؟ ألا يوجد غير هؤلاء المدربين
الأجانب الذين صاغوا تعاقدات أبدية مع مصر، لقيادة منتخبها أو أنديتها،
مثل فينجادا، وجوزيه، وريكاردو، وهنرى ميشيل، وكابرال، ومارك فوتا، وكرول؟!
هل أصبح اختيار القيادات والوزراء بمثل أسلوب اختيار المدربين.. هل نلعب
الآن طاولة ولا نعرف الشطرنج.. وهل نختار القيادات والمدربين بملك
وكتابة..؟!
هذا جزء من حديث المقاهى فى مصر عن جمهورية العشوائية؟!
جريدة الشروق المصرية