20 يوليو 2011:ناجي شربل
كنت
قد صرفت النظر عن تناول كرة السلة اللبنانية، وكيف جهدت ادارتها الحالية
لجعلها تتقهقر. وآثرت عدم سماع اخبار مشكلاتها المستمرة، وآخرها تسجيل
كشوفات اللاعبين واللاعبات، واعتماد سياسة "حك لي لأحك لك". نسيت كل ذلك،
لاتعود على حقبة "تحت الزنزلختة" المستعادة، لولا خبر اعتزال العملاق
الصيني ياو مينغ الذي استفزني بقوة.
لقد أضفت الى الخبر الذي اوردته وكالات الانباء العالمية السبت الماضي، "كم
سطر" عن احراز مينغ بطولة الأمم الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم
مرتين في شانغهاي 2001 والدوحة 2005 على حساب لبنان في المباراة النهائية.
وتبادر الى ذهني سريعاً، تنازل الاتحاد اللبناني لكرة السلة بقيادته
الحالية، عن استضافة نهائيات بطولة الأمم الآسيوية المؤهلة للفائز الاول
بها لنهائيات المسابقة في دورة لندن الاولمبية السنة المقبلة.
تذكرت الجروح التي نكأها الزميل غياث ديبرا في المؤتمر الصحافي لاتحاد غرب
آسيا في فندق "مونرو" ببيروت قبل شهرين، والذي توج في ختامه النادي الرياضي
بيروت بطلاً لدوري ابطال غرب آسيا، ولاحقاً بطولة القارة في الفيليبين.
في ذلك المؤتمر استغرب ديبرا التنازل عن استضافة بطولة الأمم الآسيوية، التي كان ظفر بها لبنان مع نيله استضافة كأس ستانكوفيتش.
ولا داعي لاستعادة اجوبة أقل ما يقال فيها انها تخلو من الطموح، لتبرير التنازل عن فرصة متقدمة لانتزاع البطاقة الاولمبية.
يأتي هذا الكلام للاشارة الى ما كانت ستصيبه فرص لبنان في بطولة تجرى على
ارضه بغياب ياو مينغ، لتنحصر البطاقة الاولمبية بينه وبين ايران كما في
2006، ولنحقق شيئاً اضافياً لكرة السلة اللبنانية، باللعب في الاولمبياد.
طبعاً، سنسمع الكثير عن عدم جدوى خوض مسابقات كبرى ما دمنا لن نحرز القابها
(!). وكل الاسف على سياسة البوم التي تنعى منتخباتنا الوطنية، وتلقي
باللوم على غياب الامكانات المادية، وانعدام الموارد الجديدة الى خزينة
الاتحاد، بل فقدان اخرى سابقة.
لن اقول ان عزائي بالتذكير بصوابية الموقف الذي شاطرني إياه ديبرا وعدد لا
بأس به في مثل هذه الايام من العام الماضي، اذ لا عزاء للعبة تتقهقر، وتفقد
من وهجها. ولا استعادة ل"فرصة العمر" بولوج الاولمبياد.
ليست القصة بكاء على أطلال، بل حسرة على حقيقة اخرى مفادها اننا ندين
بالفضل لكأس ستانكوفيتش العام الماضي، التي أهّلتنا للنهائيات القارية
مباشرة، ذلك ان الانصراف عن اعداد منتخب وطني كان كفيلاً بإعادتنا أميالاً
الى الوراء!
ومن غير المقبول الحديث عن ضيق مادي. وأعود الى التذكير بأن اللجنة
الادارية الحالية أمنت مواردها وسدت العجز من المساعدة التي كانت صرفتها
وزارة الشباب والرياضة لاعداد المنتخب الى بطولة العالم في تركيا الصيف
الماضي، والتي كانت الغاية الاساسية منها التحضير لاستضافة بطولة آسيا
المؤهلة لدورة لندن الاولمبية، بالاتكال على عاملي الارض والجمهور.
الحسرة على الخفة في التعاطي، والتفريط ببطولة كانت كفيلة بجذب اموال الى الاتحاد، لو وجد من يعمل على تسويقها في شكل محترف.
الحسرة على الاستحفاف بما انجز، عبر الاقرار بعجز فني، لتبرير قلة الشغل
لتأمين الاموال.
الحسرة اخيراً وليس آخراً، على سياسة الغياب عن السمع التي اعتمدها ويواظب
عليها البعض في قيادة اللعبة، والتي تدفع بالشاكين من وقوع اخطاء بعضها غير
عفوي، الى التوجه لغير اللجنة الادارية للعبة، والتي تكتفي بتسيير اعمال
بعيداً من اي تخطيط للمستقبل.
لم يفت الأوان بعد لاسناد مناصب اساسية في قيادة اللعبة الى ذوي طموح، مدركاً سلفاً ان الموعد بعد الاستحقاق الاولمبي في 2012.
جريدة النهار اللبنانية