مانشستر ستي و مغارة علي بابا

منذ أن اشترى رومان ابراموفيتش نادي تشلسي والمحللون الرياضيون و المدربون
وكل الذين يتابعون كرة القدم يتساءلون السؤال الأوحد والأهم :

هل المال يجلب البطولات ؟؟

الإجابة نعم ولا في الوقت نفسه

التسوق في سوق اللاعبين فن وعلم هناك من يتقنه وهناك من لا يتقنه ومنذ
متابعتي للكرة الأوربية خلال 18 عاما برغم أنني في الحادية والثلاثين حاليا
فإنني لم أعرف فريقا يتقن فن تسوق اللاعبين مثل مانشستير يوناتيد , لكنني
أريد أن أركز حديثي على فريق المدينة الآخر مانشستير ستي الفريق السماوي
العريق الذي تأسس سنه 1880 أي بعد اليوناتيد بسنتين ، رغم هذا العمر المديد
إلا أن بطولات هذا النادي قليلة جدا , فقد حصل على الدوري الممتاز مرتين
وحصل على كأس انجلترا 5 مرات آخرها في الموسم الماضي وبعد ان تجاوز
اليونايتد في نصف النهائي بمساعدة من لاعب اليوناتيد – الذي لا أعرف حتى
اللحظة لماذا يعتمد عليه فيرغسون – مايكل كاريك !!!

في الموسم الماضي وبعد إتمام صفقة دزيكو كان مجموع ما أنفقه منصوربن زايد
آل نهيان قد تجاوز المليار جنيه إسترليني – جنيه وليس يورو ولا دولار -
بصراحة كان إنفاق الأموال عشوائيا وبلا تدبير ولا تفكير ولا تروي ، مانشستر
ستي أفسد سوق اللاعبين على بقية الأندية , كان يدفع في اللاعب الذي يريده
ضعف ثمنه الحقيقي , وكان موضوع الشراء موضوع تحد , فأحيانا يطلب فريق في
أحد لاعبيه ضعف ثمنه الحقيقي والنتيجة العقلانية أن لا يباع هذا اللاعب
ولكن السيتي قلب هذا المنطق , حيث كانت القاعدة : اللاعب وبأي ثمن !!!!

دعونا نتأمل خط هجوم السيتي

بالوتيلي , تيفيز , دزيكو , سانت كروز والمعار أديبايور , ثم سيرخيو أغويرو

ما هذه التخمة ؟

ثم هل دزيكو الذي تم شراؤه بأربعين مليون دولار يساوي نصف هذه القيمة ؟

كم كلف خافيير هرنانديز خزينة اليونايتد ؟ ومن الأفضل حاليا خافيير أم دزيكو ؟

بالنسبة لخط الوسط فلا أحد ينكر أن النادي يمتلك خط وسط متميز أمثال ديفيد
سيلفا ويحيى توريه وشون رايت فيلبس وغاريث باري وغيرهم , و لكن النادي عانى
في الدوري المنصرم من عدم انسجام لاعبي الوسط ومن سوء أدائهم الدفاعي ,
إضافة إلى أن خط دفاع الفريق هو أضعف خطوطه برغم أن مدربه ايطالي الجنسية.

ترى هل اشترى منصور بن زايد الفريق الخطأ في المدينة الصناعية العريقة ؟

هل كان على مدير الكرة في النادي و المدرب أن يضعوا خطة طويلة الأمد لبناء فريق قوي بدلا من الشراء العشوائي للاعبين ؟

هل إنفاق مليار جنيه إسترليني سيجلب بالضرورة الدوري ودوري الأبطال والكأس..؟

ترى لو وضعنا عشر هذا المبلغ في تصرف أليكس فيرغسون ماذا كان يمكن أن يحصل ؟

هناك قواعد بسيطة في فن التسوق قد تغيب في بعض الأحيان عن بعض الأندية الكبرى

1- لا تشتر إلا ما تحتاجه .
2- اشتر اللاعب بثمنه الحقيقي .
3 - راقب بعين بصيرة المواهب الشابة .

إضافة إلى أن القيام بعملية التفاوض فن وعلم لا يتقنه الكثيرون , في بعض
الأحيان كلمات عذبة من المدرب تستطيع أن تجلب لاعبا لا تجلبه الملايين ,
أحيانا بنود خاصة في العقد تجعل اللاعب يختار فريقا ويدع فريقا آخر , نحن
في زمن المال لا شك في ذلك , لكن صاحب المال إذا لم يكن يمتلك ذهنا متقدا
وبراعة ونظرة مستقبلية فإنه سيخسر الملايين .

لا شك أن مانشستر سيتي سينافس على بطولة الدوري هذا العام , لكن بوجود
اليوناتيد وتشلسي وليفربول -الذي قام بتعاقدات بمنتهى الذكاء – سيكون
الحصول على اللقب بعيدا عن السيتي .

السيتي بحاجة ماسة للاعب وسط مهاجم متميز ولمدافع صلب (مساك) , وقد يكون
شنايدر الحل في الوسط أو سمير نصري , إضافة لذلك فالفريق بحاجة إلى الكثير
من الانسجام , وإلى التركيز في الناحية الدفاعية , فدفاع السيتي أورده
المهالك في الموسم المنصرم .

بصراحة بل بمنتهى الصراحة , فإنني كعربي لا أحبذ إنفاق المليارات خارج
الوطن العربي وقد يكون ما يفعله منصور بن زايد في السيتي , وعبد الله آل
ثاني في ملقه عمل غير مدروس لأنهما قاما بشراء أندية تحتاج إلى عمل طويل
وإلى جهد مدروس لسنين طويلة وكان الأجدى إذا لم يكن هناك بد من إنفاق المال
خارج الوطن هو شراء ناد في القمة بدلا من البناء من الصفر خاصة إذا كانت
عملية البناء غير مدروسة وعشوائية .