ملهم جرجنازي Admin
الجنس : عدد المساهمات : 1423 نقاط : 56135 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 14/09/2010 المزاج : رايق
الأوسمة الخبرة: (2/2)
| موضوع: قصة - فرحة - قصة أدبية مضحكة للكاتب أنطون تشيخوف حصريا الأربعاء أغسطس 10, 2011 12:24 pm | |
| فرحة
كانت الساعة الثانية عشرة ليلا اندفع ميتيا كولداروف إلى شقة والديه منفعلا منفوش لبشعر ، ومضى يروح ويجيئ بسرعة في جميع الغرف . وكان الوالدان قد أويا إلى الفراش . ورقدت اخته في سريرها تقرأ آخر صفحة في الرواية . اما اخوته التلاميذ فكانوا نائمين . وقال والداه بدهشة : - من أين جئت ؟ مذا بك ؟ - أوه ، لا تسألا ! لم أتوقع ابدا ذلك ! كلا ، لم أتوقعه أبدا ! انه .... انه غير معقول!!! وقهقه ميتيا ، وجلس في الفوتيل وهو لا يقوى على الوقوف من فرط السعادة . - هذا غير معقول ! لا يمكن ان تتصوروا ! انظروا ! قفزت أخته من الفراش ، واسدلت على كتفيها البطانية واقتربت من أخيها . واستيقظ التلاميذ . - ماذا بك ؟ انك شاحب جدا! - هذا من الفرحة يا ماما ! فالآن أصبحت روسيا كلها تعرفني ! كلها ! من قبل لم يكن أحد غيركم يعرف المسجل الاعتباري (أدنى الرتب المدنية في روسيا القيصرية) ديمتري كولداروف ، اما الآن فروسيا كلها تعرف ذلك ! ماما ! ! يا إلهى !!!!!!! قفز ميتيا ، وجرى في غرف البيت ثم عاد إلى مجلسه . - ولكن ماذا حدث ؟ هلا أوضحت لنا ؟؟! - إنكم تعيشون كالوحوش البرية ، لا تقرؤون الصحف ، ولا تهتمون ابدا بما ينشر ، بينما في الجرائد أشياء رائعة ! فإذا حدث شئ يصبح معروفا على الفور ، ولا يخفى ابدا ! كم انا سعيد ! يا الهى ! الجرائد لا تكتب الا عن مشاهير الناس فقط ، وإذا بهم فجأة يكتبون عني ! - ماذا تقول ؟ أين ؟؟!!! امتقع الأب . ونظرت الأم إلى الأيقونة ورسمت علامة الصليب . وقفز التلاميذ في قمصان النوم القصيرة فقط واقتربوا من أخيهم الأكبر . - نعم ! كتبوا عني ! الآن تعرفني روسيا كلها ! خبئي يا ماما هذا العدد واحتفظي به للذكرى ! سوف نقرأه احيانا . انظروا ! وأخرج ميتيا من جيبه عددا من جريدة وأعطاه لأبيه وهو يدس اصبعه في موضع محاط بقلم ازرق . وارتدى الوالد النظارة . - هيا إقرأ !! ونظرت الأم إلى الأيقونة ورسمت علامة الصليب . وتنحنح الأب وشرع يقرأ : - ((في 29 ديسمبر ، في الساعة الحادية عشرة مساء كان المسجل الاعتباري ديمتري كولداروف ....... - هل رأيتم ؟ هل رأيتم ؟ اكمل ! - ..... كان المسجل الاعتباري ديمتري كواداروف خارجا من الحانة الواقعة في شارع مالايا برونايا ، في منزل كوزيخين ، وهو في حالة سكر ..... - شربت مع سيميون بتروفتش ... وصفوا حتى أدق التفاصيل ! أكمل ! أكمل بعده ! اسمعوا !!! - وهو في حالة سكر فزلت قدمه وسقط تحت حصان حوذي كان واقفا هنا ، ويدعى ايفان دروتوف من قرية دوريكينا بناحية يوخنوف . وذعر الحصان فخطا من فوق كولداروف وسحب من فوقه الزحافة التي كان جالسا فيها ستيبان لوكوف التاجر من الثانية بموسكو ، وانطلق الذي كان فاقد الوعي الى قسم الشرطة حيث أجرى له كشف طبي . واتضح أن الضربة التي تلقاها في مؤخرة رأسه ...... - إنها من اصطدامي بذراع الزحافة يا بابا . اكمل ، اقرأ بعد ذلك ! - .... التي تلقاها في مؤخرة رأسه تعتبر من الضربات الخفيفة . وقد تم تحرير محضر بالواقعة . وأجري للمصاب اسعاف أولي .....(( - نصحوني بأن أبلل مؤخرة رأسي بالماء البارد . حسنا ، هل رأيتم ؟ هه ؟ هكذا ! الخبر الآن ينتشر في روسيا كلها ! هات الجريدة ! وخطف ميتيا الجريدة وطواها ، ودسها في جيبه . - سأسرع إلى آل هكاروف لأريها لهم .... ينبغي أن أريها أيضا لآل ايفانيتسكي , ولنتاليا ايفنوفا ، ولأنيسيم فاسيليتش ! انا ذاهب ! وداعا !!!!! وارتدى ميتيا العمرة ذات الشريط المعقود وانطلق إلى الشارع منتشيا فرحا .
1883
| |
|