ملهم جرجنازي Admin
الجنس : عدد المساهمات : 1423 نقاط : 56155 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 14/09/2010 المزاج : رايق
الأوسمة الخبرة: (2/2)
| موضوع: العميل السري لاجاثا كريستي "9 الأحد أبريل 24, 2011 5:43 pm | |
| العميل السري لأجاثا كريستي "9" |
|
- يخيل الي ان الايام الماضية قد عادت من جديد يا سيدتي .. - أرجو ذلك يا ألبرت . وكيف حال زوجتك ؟ - انها بخير كما تعلمين عند أقاربها في ويلز .. - عسى ألا يكون.. اشتراكك معنا في العمل يعطل أعمالك الخاصة ؟ - بالعكس يا سيدتي، فكم كنت أود العودة معكما من جديد .. ولكن الظروف لم تسمح من ناحيتكما.. وقد حاولت في ادارة المباحث وفي ادارة الامن الام فاحتجوا بكبر سني .. وقالوا لي انتظر فقد نحتاج اليك .. - ان منطقهم غريب.. وقد قاسينا منه يا ألبرت.. - أعتقد أن هذه فرصتنا للعمل صد هؤلاء الالمان الملعونين وأرجو أن تعذريني على هذا الوصف يا سيدتي .. - حسن يا ألبرت.. و الان افهمك ما اريد أن تقوم به ..
كانت كرة الجولف تجري في طريقها وسط الملعب عندما سأل تومي الكوماندوز هايدوك : - منذ متى تعرفت على بلتشلي يا هايدوك ؟ - بلتشلي؟ دعني أتذكر .. أوه .. منذ حوالي تسعة شهور .. وأذكر أنه أتى إلى هذه المنطقة في الخريف الماضي.. - قلت انه صديق لأحد أصدقائك ؟ - هل قلت أنا ذلك ؟ لا أظن .. وأذكر أنني قابلته هنا .. في النادي ... - انه شخص محوط بالأسرار على ما أرى ..! - أسرار.. ! بلتشلي العجوز ..! هذا أغرب وصف للرجل .. لو قلت انه رجل عسكري التفكير أو محدوده أو ما شابه ذلك لكنت أوافقك ، ولكن وصفك هذا له .. - لعلي وصفته هذا الوصف نتيجة لما سمعته عنه من بعضهم .. - ماذا تعني ؟ - لا شيء .. انه مجرد حديث عابر سمعته .. - كل ما علمته عنه انه كان في فرقة الهوازر .. - هل أنت واثق؟ - أنا؟ لا . لست متأكدا .. ولكن حدثني يا ميدوز .. هل علمت عنه أمرا ؟ - لا .. أبدا .. فقط .. - أكاد أدرك ما تعني .. تقصد ان احدا لا يعلم شيئا عن ماضيه .. وأنه منذ نزل بهذه المنطقة لم يتصل به مخلوق.. ولم يتصل هو – فيما أعلم – بأحد .. - آه .. هل ترى أن نواصل اللعب؟ واتخذ كل منهما موقفه الجديد في ساحة اللعب ، وبعد جولة عاد هايدوك يسأل : - ماذا سمعت عنه ؟ - لا شيء .. - لا حاجة بك الى كل هذا التحفظ معي يا ميدوز .. لقد تعودت الاستماع الى مختلف الاشاعات واني أكاد أخمن المسألة .. هل يخفي بلتشلي حقيقته ويظهر لنا بغيرها ؟ - هذا مجرد فرض .. - ماذا يفترضون ؟ انه جرماني ؟ ان ذلك مستحيل .. - آه ، طبعا .. هذه الناحية لا غبار عليها .. - ثم لا تنس كيف كان متحمسا للقبض على ذلك الفتى الألماني وكيف صرح عدة مرات بوجوب شنقه.. وبعمري لقد كنت أوافقه على رأيه كل الموافقة فقد سمعت أن ذلك الفتى أعد مشروعا لتسميم مياه الشرب في المنطقة .. ذلك ا لود الذي كان يعيش بيننا نكرمه ونحسن استقباله ..
وأسف تومي كل الاسف على الفرصة التي ضاعت منه والتي كان قد أعدها لاستدراج الكوماندوز الى هذا الحديث .. فقد انضم اليهما في تلك اللحظة بعض أعضاء النادي وعرضوا عليهما الذهاب الى الناي لتناول المشروبات .. وبعد أن جلسوا جميعا بعض الوقت قال هايدوك بعد أن نظر الى ساعته : - أرجو قبول عذرنا يا سادة . فنحن – ميدوز وأنا – على موعد .. وأتى تومي على قوله فخرجا ، ووافق تومي أن يتناول عشاءه مع الكوماندوز في استراحة المهربين وقام بخدمتهما خلال تناول العام ساق في منتصف العمر .. كان يؤدي واجبه كما لو كان في أعظم مطاعم لندن .. وانتهز تومي فرصة خروجه من الحجرة وأبدى اعجابه به، فقال الكوماندوز.. - أجل انني سعيد الحظ اذ عثرت على "آبل دور" .. - وكيف عثرت عليه؟ - أعلنت عن حاجتي لساق متمرن.. وكان أول من أجاب الاعلان وقد لي شهادات مترفة من مخدوميه السابقين..
وعندما بدأا يحتسيان القهوة .. قال تومي : - ماذا كنت تقول عندما كنا نتحدث عن بلتشلي؟ - ماذا كنت اقول؟ أترى.. أترى هذه الاضواء التي تلوح في البحر .. أين منظاري ؟ اني اعتقد ان هذه بوادر الغزو .. وبدأ تومي يتتبع الأضواء .. واستطرد هايدوك يقول : - ها هم أولاء يسيرون من نصر الى نصر .. ونحن ماذا نفعل.. نحتسي الويسكي ونتحدث عن السقاة .. وكان آبل دور قد دخل ومعه زجاجة ويسكي وبعض الكؤوس .. وراح تومي يراقب الرجل وهو يملأ كأسه.. وقال في نفسه.. كان يجدر أن يسمى هذا الساقي " فريتز" لا "آبل دور" ان هيئته وتقاطيعه أقرب الى الهيئة الالمانية من أي هيئة أخرى .. أما طريقة نطقه باللغة الانجليزية فلا شك انه تعلمها من طول اقامته في البلاد .. وأخذ يمعن في التأمل .. ترى أين رأى هذا الرأس! وهذا الوجه قبل الان وكان الكوماندوز يقول : - نعم اننا نتحدث في موضوعات تافهة .. ومن وقت الى اخر يطلبون منا ملء تلك الاوراق السخيفة .. التي تختص بعضها بتحقيق الشخصية والبعض الاخر بالتموين وبعضها .. - تلك الاوراق التي يسألونا فيها عن عمرنا ثم عن اسمنا .. ويقول لك الموظف المختص في شراسة : - انطق .. ما اسمك .. تكلم .. ( ن ) أو ( م ) ... وقفزت زجاجة الويسكي من يد الساقي الممتاز .. وانتثرت محتوياتها على قميص تومي ثم سقطت على الارض وارتجف الساقي واخذ يقول متلعثما : - آسف ..سيدي .. آسف .. وانفجر غضب هايدوك وصاح : - ما هذا الذي فعلت أيها الغبي المخبول .. ماذا تظن أنك تفعل أيها الخنزير .. واستمر آبل دور في اعتذاراته المتكررة وهو يجمع الادوات المبعثرة وتأثر تومي لحاله.. وفجأة عادت الرقة الى الكوماندوز فقال تومي : - تعال لتغسل يديك .. وقام الرجلان الى الحمام ذي الاجهزة العصرية.. ودخل تومي الحمام ليغسل يديه بينما وقف الكوماندوز في غرفة النوم المجاورة يقول : - لعلي أغلظت القول يا تومي للساقي.. ولكن اعذرني .. فقد ضايقني ما حدث .. وغسل تومي يديه ثم وقف يجففهما ولم يلحظ ان قطعة من الصابون انزلقت على أرض الحمام الملساء .. فلما استدار ليخرج عثرت رجله بها .. فانفرجت رجلاه كما لو كان أحد راقصي الباليه واصطدمت احدى يديه بصنبور الماء واصطدمت الاخرى باب اخر في الحمام .. وانزلقت رجله حتى صدمت المغطس وفي طرقة عين اختفى وانكشف الحائط عن مخبأ غريب به جهاز لاسلكي ضخم ... وفي تلك اللحظة نفسها .. توقف صوت الكوماندوز عن الحديث وظهر واقفا بباب الحمام .. وفي نفس اللحظة أيضا لمعت أضواء في ذهن تومي .. وضعت كثيرا من الامور في نصابها .. هل كان أعمى حتى تلك للحظة.. ان ذلك الوجه الانجليزي العادي لم يكن سوى قناع .. لماذا لم يحس ان هذا القناع يخفي وراءه صفات الضابط البروسي الفظ..! ذلك الذي لا يغتفر خطيئة لأحد مرءوسيه.. لقد تجلى ذلك عندما انسكب الشراب من يد الساقي المرتعشة .. ذلك الساقي الغبي الذي لم يحتمل صدمة ذلك السؤال.. وهكذا تتالت الاستنتاجات في رأس تومي وتداعت المعاني .. أرسل العدو رسوله الاول "هاهن" فأعد المكان.. واستخدم عمالا اجانب دوم ان يهتم بلفت الانظار اليه حتى يتم العمل.. فيتدخل رجل من كبار رجال البحرية الانجليزية المتقاعدين لا ترقى اليه الشبهات هو الكوماندوز هايدوك.. ويكشف عن سر هذا الرجل.. ومن الطبيعي جدا أن يتقدم لشراء المكان، ويدور يتحدث عن القصة حتى يضايق بها من يستمع اليها .. وهكذا استقر ( ن ) في مركزه المعد له في مكان على ساحل البلاد وتحت امرته كل الوسائل الميسرة للاتصال بالخارج عن طريق الاجهزة التي أخفيت بمهارة وحذق.. أو عن طريق أركان حربه المنبثين في كل مكان داخل البلاد ، وبخاصة في سان سوسي مركز قيادته..
ولم يستطع تومي ان يخفي اعجابه باحكام الخطة اذ لم يتطرق اليه أي شك في الرجل .. ولولا تلك الحادثة غير المتوقعة، ما انكشفت الامور له على هذا النحو.. وقد طافت هذه الافكار جميعها في ذهن تومي في ثوان أدرك بعدها أن موقفه أصبح في غاية الخطورة وأن عليه تمثيل دور الانجليزي الغبي عله ينجو بجلده.. فتمالك نفسه ، وعدل ملابسه وجمع ما انتثر من جيوبه ثم قال موجهها حديثه للعملاق المنتصب بباب الحمام بعد أن رسم على شفتيه ابتسامة ركز فيها كل ما استطاع من بلاهة : - يا للعجب .. حقا ان ما نراه في منزلك من الغرائب يثير الدهشة والعجب .. هل هذا أحد أجهزة هاهن الغريبة ؟ وكان هايدوك قد وقف بالباب دون أن يتحرك .. وخيل لتومي أنه تمد حتى ملأ فراغ الباب كله .. فسرت في بدنه قشعريرة وأحس بالعرق البارد يغمره وتذكر أن هناك الساقي أيضا.. ومن يدري ؟ وقطع أفكاره صوت هايدوك ضاحكا: - انه أمر مثير للضحك يا ميدوز .. فقد قفزت في الهواء كأبرع لاعبي الباتيناج ، ولست أعتقد أن حركة كهذه تحدث للمرء مرتين في العمر .. جفف يديك وتعال الى الغرفة الاخرى.. وتبعه تومي وهو في غاية التنبه لأقل حركة أو بادرة فان عليه ان يخرج سليما من هذا المكان وفي الحال بأي ثمن.. وامتدت يد هايدوك الى كتف تومي بحركة قد تكون طبيعية وقد لا تكون.. وقاده الى غرفة الاستقبال فدخل أولا وتبعه هايدوك الذي لم ينس أن يغلق الباب خلفه .. ثم قال في صوتي طبيعي وهو يشير الى تومي بالجلوس : - لدي ما أقوله لك أيها الطفل العجوز .. انه موضوع غريب.. ولن أقوله لك الا لأنك موضع ثقتي .. وعليك أن تنساه مباشرة يا ميدوز .. هل تفهم ما أعني؟ فأعمل تومي جهده ليظهر بمظهر المتلهف على سماع الحديث.. بينما سحب هايدوك كرسيا وقربه الى حيث جلس تومي ثم قال : - ان المسألة يا ميدوز لم يدركها أحد مطلقا . اني أعمل في قلم المخابرات . . فهز تومي رأسه نفيا وزاد من تصوير تلهفه .. فاستطرد هايدوك : - انه سر في غاية الخطورة .. بل هو من أسرار الدولة العليا يا ميدوز .. ونحن نرسل من هنا بعض الاشارات السرية، وأكرر القول انه سر في غاية الخطورة بل هو سر مميت لو عرف .. أتفهم ما أعني؟ - طبعا .. طبعا .. ما أغرب هذا ! ثق أنني سأنسى هذا الحديث.. - يكفي ما علمت.. واني أعتذر إليك.. ولكن الحادث كله لم يكن متوقعا ..
وكان تومي يحسب لكل كلمة يقولها ألف حساب ، اذ لم يكن يتوقع ان يصدق الكوماندوز اصطناعه البلاهة ، ولكنه لم يجد سواها بابا يحتمل أ، يخرج منه ، وكان يعتمد على أن الغرور صفة من صفات أغلب الرجال ، أمثال هايدوك ، الذي يعتقد نفسه انه أذكى من سائر المخلوقات .. وانه تبعا لذلك يعتبر ميدوز هذا رجلا انجليزيا غبيا يصدق كل ما يقال له .. فاستمر تومي يتكلم مظهرا اعجابه ودهشته دون ان يلقي سؤالا واحدا على الكوماندوز الذي أخذ بدوره يتكلم ببساطة البحار الانجليزي واختفى الضابط البروسي الفظ خلف قناع صفيق، ولكن تومي كان يراقبه بعين جديدة على ضوء ما اكتشف .. وبعد هنيهة وقف ميدوز وقال : - لقد تأخرت كثيرا ويحسن بي أن أذهب الان وأعدك الا افتح فمي بما رأيت أو علمت كما أعتذر اليك عما حدث فقد كان بمحض الصدفة .. وكان يقول في نفسه.. هل سيسمح له بالخروج يا ترى ؟ واتجه نحو الباب .. ثم سار في الردهة . وأصبح على خطوات من الباب الخارجي .. ولمح في غرفة على يمينه آبل دور يعد أدوات المائدة للصباح التالي .. اذن .. ان الامور تسير كما يهوى .. وسيتركه الأغبياء يخرج .. بالسر الخطير .. ووقف الرجلان هايدوك و ميدوز بالباب الخارجي يضربان موعدا لمباراة جولف، على أرض النادي يوم السبت المقبل.. وسمعا أصواتا قادمة في الطريق .. كان رجلين من أعضاء النادي يعرفهما معرفة سطحية ، ولما رأيا الكوماندوز وأشار اليهما ميدوز بالتحية توقفا وتبادل الجميع بعض الحديث ، ثم استأذن تومي من الكوماندوز وسار في طريقه الى سان سوسي بصحبة الرجلين الذين سارا في نفس الاتجاه .. - ها هو ذا ، قد أصبح طليقا بعد أن انكشف له السر الخطير .. وسقط هايدوك الغبي في الفخ دون أن يشعر .. وتوالت أفكاره من كل اتجاه .. ماذا يقدر لاكتشافه هذا .. سيهز ادارة المخابرات هزا عنيفا .. ووصل الى أبواب سان سوسي . ويحا زميليه في الطريق .. وسار في الممر يصفر لحنا .. وما أن استدار في المنعطف المظلم الذي يؤدي الى الدرج حتى أحس بشيء ثقيل يهبط على رأسه فسقط على وجهه ، وغاب عن الوجود ...
|
| |
|