ملهم جرجنازي Admin
الجنس : عدد المساهمات : 1423 نقاط : 56155 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 14/09/2010 المزاج : رايق
الأوسمة الخبرة: (2/2)
| موضوع: العميل السري لاجاثا كريستي "10 الأحد أبريل 24, 2011 5:44 pm | |
| العميل السري لأجاثا كريستي "10" |
|
كن يلعبن الورق .. وعادت مسز سبروت الى منضدة اللعب وهي تقول حانقة: - لقد قدموا موعد تجربة الغارة الجوية مرة ثانية.. وستتم الليلة .. وكانت مسز منتون تقول : - اعطني ورقتين .. انني لا أستطيع الاعتماد على الحظ وحده .. فالورق يحتاج الى حظ وفن.. وقالت توبنس : - ورقة واحدة .. وفجأة قالت مسز كايلي : - عن اذنكن.. يظهر ان مستر كايلي في حاجة الي .. ويخيل الي ان كتابه سقط منه او انه سقط عن مقعده .. فقد سمعت شيئا يسقط..
وبدأت المتبقيات تتفكهن بالحديث عنها وعن زوجها، ثم سكتن لحظة وأخيرا قالت مس منتون : - لم أر شيلا الليلة.. ترى أين ذهبت ؟ فقالت مسز سبروت : - لقد ذهبت الى السينما .. وسألت توبنس : - وأين مسز برينا ؟ فأجابت مس منتون : - سمعتها تقول انها ذاهبة الى حجرتها لمراجعة الحسابات.. بعمري ما أصعب مراجعة الحسابات ! وقالت مسز سبروت : - لا أظن أنها تراجع الحسابات ، فقد رأيتها تمر بالردهة ، وأنا اتحدث بالتليفون منذ برهة وكانت تصعد لاهثة الى الطابق الثاني، ورمقتني بنظرة غريبة لم أفهمها.. ودخلت مسز برينا فاتجهن اليها بأبصارهن.. وسألتها مس منتون : - خيرا.. هل كنت تتنزهين في الخارج ؟ - أبدا .. أنا لم أخرج .. - سمعت مسز سبروت تقول انك في طريقك الى النزهة فاستغربت .. - خرجت لأرى حال الجو خارج الفيلا .. ودخلت مسز أوروك بعد لحظة وقالت : - بوكر ام بريدج ؟ فنظرن جميعا اليها وسألتها مسز سبروت : - ما هذا الذي أراه في يدك ؟! - انها مطرقة .. وجدتها بجوار الدرج .. لا بد أن يكون أحد قد نسيها هناك .. وبعد قليل عاد بلتشلي من السينما، واخذ ينقد الفيلم الذي رآه ثم أحس الجميع ان الوقت قد تأخر ، فانصرف كل الى غرفته ..
وفي الصباح اجتمعوا على مائدة الافطار، وقال الماجور بلتشلي: - انه أمر غريب حقا.. - اني لا أحب الجري وراء الاشاعات أو الاساءة لسمعة أحد ولكن .. انه المستر ميدوز .. - ماذا حدث له ؟ - لم يعد الى الفندق في الليلة الماضية.. بل انه لم يعد حتى الان .. فقالت توبنس في دهشة : - ماذا تقول ؟! فأجاب الماجور وهو يرمق توبنس بنظرة لها مغزاها.. نظرة الرجل الذي يدرك احساسات الارملة الجامعة : - يظهر ان مستر ميدوز حن الى سهرات الشباب.. ومع كل فقد ضايق غيابه مسز برينا.. وقالت مسز منتون: - من يعلم .. لعله أصيب بحادثة أثناء تجربة الغارة في الليلة الماضية.. - حادثة.. مستحيل.. ثم قال كأنما يوجه كلامه الى مسز بلنكنسوب : - انها الطبيعة البشرية.. التي تدفع الكهول دائما، الى التغيب عن منازلهم.. - لست أرى مستر ميدوز من ذلك النوع من الرجال.. وفي ظني أن حادثا وقع له.. فقال الماجور: - انه لو صدم مثلا بسيارة أو بشيء من هذا القبيل لعلمنا ذلك.. - لعلهم نقلوه الى أحد المستشفيات ؟ ولم تحتمل توبنس الحديث أكثر من ذلك فانسحبت من الغرفة ، وابتسم الماجور قائلا: - مسكينة الارملة التي تجري وراء كهل لا يهتم بها.. صدق ديكنز اذ قال " احترس من الكهول .. العزاب .. فلا رجاء فيهم" .
والواقع ان توبنس أقلقها غياب تومي الغير متوقع.. ولكنها حاولت ان تطمئن نفسها بان يكون قد عثر على اثر هام، وأخذ يتتبعه دون ان يجد فرصة للاتصال بها.. وكان كلاهما يقدر صعوبة اتصال احدهما بالآخر.. ويقدر احمال أحدهما المفاجئ.. فاتفقها على وسائل للتفاهم في مثل هذه الحالات.. ثم ان غياب مسز برينا خارج الفيلا في الليلة الماضية كما قالت مسز سبروت ورغم انها انكرته يحوي معان كثيرة .. لعل تومي أحس بأحدها ، فتتبعها ليكتشف المهمة الخفية التي خرجت من أجلها، ولكن كان عليه أن يتصل بها بالوسائل المتفق عليها أو يسرع في العودة..
ولكن اليوم مر طبيعيا.. ولم يسمع عن مستر ميدوز أي خبر وفي المساء وبعد الحاح جميع النزلاء.. قبلت مسز برينا ان تتصل بالبوليس ، فحضر أحد الكونستبلات وسأل عن المعلومات التي يعرفها النزلاء عن زميلهم الغائب ، ودونها في مفكرته، وقام بعمل تحريات عرف منها ان المستر ميدوز بارح منزل الكوماندوز هايدوك في العاشرة والنصف مساء، ومن هناك سار مع المستر وولترز والدكتور كيرتز حتى أبواب سان سوسي ثم ودعهما ودخل حديقة الفيلا .. ومنذ تلك اللحظة لم يظهر المستر ميدوز.. ورأت توبنس خلال هذه المعلومات ان هناك احتمالين، الاول ان يكون قد رأى مسز برينا خارجة في تلك الساعة المتأخرة فتبعها حتى رآها تقابل شخصا غريبا فتبع هذا الاخير.. وتركها هي لانها رآها تعود الى سان سوسي، وفي هذه الحالة يرجح أن يكون على قيد الحياة.. وأن تحريات البوليس ستربك أعماله.. أما الاحتمال الثاني فقد صورته لها الحالة الغريبة التي كانت عليها مسز برينا من ناحية ثم دخول مسز أوروك وفي يدها تلك المطرقة الثقيلة .. والتي لم تجد تعليلا مقبولا للعثور عليها في تلك الساعة من الليل.. ثم ان تحديد الوقت كان مستحيلا. لان واحدة من اللاتي كن يلعبن الورق لم تهتم به ساعتئذ، كما ان مسز برينا أنكرت أنها خرجت، ايلا لترى حالة الجو خارج الفيلا! ثم تلك الملاحظة التي ابدتها مسز سبروت.. من أنها رأتها تجري لاهثة.. وتصعد الى الطابق الثاني من الفيلا.. وقد حاولت توبنس أن تتأكد من الساعة التي حدث فيها كل هذا من الاخريات ولكنهم لم يجبن بما يشفي الغليل..
ثم ان هناك احتمالات أخرى .. فقد كان هناك ثلاثة آخرون من سكان سان سوسي في الخارج.. في الوقت الذي عاد فه تومي فالماجور بلتشلي كان في السينما وحيدا والطريقة التي اتبعها في حكاية قصة الفيلم كله قد تفسر على انه كان يعد لنفسه مخرجا، فيما لو وضع في موقف الاتهام.. ثم هناك المستر كايلي الذي دار حول الحديقة دون سبب معقول في ذلك الوقت بالذات ولأول مرة منذ سكن سان سوسي .. ومسز أوروك نفسها والمطرقة الضخمة التي كانت تلوح بها في يدها دون مناسبة ما ..
- ايتها الجميلة .. مالي أراك اليوم على غير ما عهدت .. انه انشغال البال ما من شك في ذلك ..؟ ترى ماذا يشغل بالك .. ؟
فابتسمت " ديبورا برسفورد " لمحدثها الشاب " توني مارسدون " فقد كانت الفتاة تميل اليه لذكائه المفرط اذ اعتبره الرؤساء أبرع من عمل في ادارة الشفرة ، وكانت ديبورا في نفس الوقت تحب عملها الذي يجبرها على تركيز تفكيرها فيه.. ورغم انه عمل متعب الا انه لذيذ تشعر من تشغله بأنها ذات أهمية، وليست كتلك الممرضات اللاتي يتسكعن في ردهات المستشفيات ينتظرن حالة جديدة من وقت الى آخر .. وعاد توني مارسدون يسألها: - ما الذي تفكرين فيه .. أيتها الجميلة ؟ - لا شيء.. انها مسائل عائلية لا أكثر .. - ان العائلات مرهقة دائما.. هل لي أن استفسر ؟ - ليس في المسألة سر.. ان والدتي .. أراني قلقة عليها .. - لماذا ؟ أمريضة هي؟ - أبدا.. كانت قد أرسلت لي خطابا بأنها ذهبت لتقيم مع عمة مسنة لي في كورنوال لتساعدها وتمرضها وقد كنت في غاية الاطمئنان عندما وصلني منها خطاب منذ يومين.. - اذن ماذا غير الاحوال؟! - نعم .. بل لم تذهب الى هناك اطلاقا.. - أمر غريب حقا.. و اين .. أعني والدك ؟ - ابي؟ انه التحق بعمل في اسكتلندا .. من تلك الاعمال الكتابية .. الملفات و الاوراق وما شابه ذلك.. - ربما ذهبت والدتك لتلحق به هناك .. - لا يمكن .. فانه يعمل في احدى تلك المناطق التي يمتنع دخول الزوجات فيها .. - اذن لا بد أن تكون قد ذهبت الى مكان ما .. - نعم .. ولكن .. ان كل خطاباتها تتحدث عن العمة المسنة والحديقة .. و .. - نعم .. نعم .. لا شك انها كانت تريدك ان تعتقدي انها هناك .. بينا .. أعني .. - لا .. لا .. مستحيل .. اذا كنت تعتقد ان امي من اولئك النساء اللاتي لا يجدن غضاضة في الاتصال برجل اخر ، فأنت مخطئ .. مستحيل أن يحدث هذا .. - آسف جدا .. فلم أكن أعني لك .. - الغريب في الموضوع ان شخصا ما قال لي امس انه رآهما في ليهامتن أخيرا ... ولكن خطاباتها من كورنوال .. انني لا استطيع ان افهم ... وتوقف توني عن اشعال سيجارته وترك عود الثقاب يحترق دون ان يهتم به ، وصاح في دهشة : - ليهامتن ..! - نعم .. انه آخر مكان يفكر الانسان .. ضباط متقاعدون .. وأرامل يستشفون ورمى الشاب بعود الثقاب الذي كاد يحرق اصابعه، ثم عاد فاشعل عودا آخر وسألها : - ماذا كانت والدتك تعمل في الحرب الماضية ؟ - كانت تعمل في التمريض .. وأحيانا أخرى تقود سيارة أحد الجنرالات على ما اظن .. - ظننت انها كانت ، مثلما انت الان ، في ادارة المخابرات .. - مخابرات ؟ أظن انها قامت في وقت من الاوقات بنقل بعض الاوراق الهامة فاعتبرت ذلك عملا جبارا.. وبالغت في أهميته ..
وفي اليوم التالي عندما عادت ديبورا الى غرفتها لاحظت ان حالة الغرفة تنبئ بأن أشخاصا عبثوا بها، فنادت صاحبة المنزل.. وسألتها خاصة عن الصورة الكبيرة التي كانت تحلي بها منضدة الزينة ، ولكن السيدة قالت انها لم ترها و اظهرت اسفها وقالت ان الخادمة ربما تعلم شيئا عما حدث، ولما سئلت الخادمة انكرت معرفتها لأي شيء وقالت ربما كان الرجل الذي اتى ليصلح صنابير الغاز هو الذي عبث بالغرفة ولكن ديبورا لم تتصور ان موظفا بشركة الغاز يهتم بصورة سيدة في منصف العمر ، وشكت ديبورا في ان تكون الخادمة قد كسرت اطار الصورة وخوفا من المتاعب اخفتها نهائيا ولم تحب ديبورا ان تثير مشاكل جديدة .. ففي وسعها بلا سك ان تطلب من امها ارسال صورة اخرى .. ومع ذلك فإنها كانت قلقة على امها.. وخاصة بعد ما أشار صديقها توني الى احتمال اتصالها بشخص ما ...
|
| |
|