لين جرجنازي عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 135 نقاط : 52179 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: رواية الطائرة المفقودة10 الإثنين أبريل 25, 2011 10:41 am | |
| رواية الطائرة المفقوده(10) |
| استمرت الرحلة الغامضه اياما اخرى . كانت هيلاري تعيش معهم وتؤاكلهم ، وتحدثهم وتخاطبهم، ومع ذلك فقد ظلت طوال الوقت تحس انها بعيده عنهم ، لا تشاركهم آراءهم ومعتقداتهم كأنما بينهم وبينها سد هائل. فهذا هو الدكتور بارون لا يتمنى إلا شيئا واحدا ، هو ان يحصل على النقود فيغرق نفسه في معمله بين اجهزته وانابيب الاختبار. وكان من حين لآخر يحدثها عن قوة التدمير المروعه التي يمكن ان تحتوي عليها انبوبه في حجم قبضة اليد. وسألته : - ولكن ايمكنك حقا استعمالها ؟ فنظر إليها بانفعال جنوني وقال: - ولم لا ؟ مادام الامر ضروريا .. وسرى الرعب بأوصالها ، وهز اعماقها هزا عنيفا وداخلها شعور بالخوف منه .. ومن الاخرين . هاهو ذا رجل يتحدث بمنتهى الاستخفاف عن إبادة ملايين البشر دون ان تهتز شعرة في رأسه .. وكذلك كانت هيلاري تكره تلك السيده المتعجرفه المستعليه هيلدا نيدهايم .. ولكنها كانت تميل إلى اندي بيترز وإن افزعها منه ذلك الوميض المتألق الذي كان يغشى عينيه من حين لآخر .. قالت له يوما: - إنك لا تريد خلق دنيا جديدة لأن الذي يسعدك هو تدمير هذه الدنيا التي تعيش فيها. قال مستنكرا : - ماذا تقولين يا اوليف؟! - إن الأمر واضح ولست مخطئه . إني اكاد المس الحقد الذي يتأجج به صدرك. الحقد ، الكراهيه، الرغبه في التدمير ، هذا هو مايجيش به صدرك . اما نظرة هيلاري لايريكسون كانت مختلفه .. فهو رجل حالم .. رجل مثالي متعلق بالأوهام. كان دائما يردد: - نحن معشر العلماء يجب ان نسود العالم .. نحن الذين يجب ان نحكم ونسيطر .. مقاعد الحكم لم تخلق إلا للعباقره. وهكذا كانوا جماعه واحده، يضمهم مكان واحد ، ولكن معتقداتهم ونوازعهم كانت متنافره متناقضه ، بيد انه كان يجمعهم هدف مشترك/ ذلك انهم كانوا جميعا يتطلعون إلى وهم وسراب. وفي نهاية اليوم الثالث هبطوا قريه صغيره، ونزلوا في خان وطني متواضع وطلبت إليهم مسز بيكر ان يخلعوا الزي المراكشي وان يعودوا إلى ثيابهم الأوروبيه. وقالت لهم : - ارجو ان تسرعوا لأن الطائره تنتظرنا. فقالت هيلاري باستغراب: - طائره؟! - نعم .. فحسبنا هذه السياره التي قضت منا الاضلع. واستقلوا الطائره وكان القائد فرنسي الجنسيه بارعا بمهنته. وطاروا بضع ساعات فمرت بهم الطائره بأمان من وسط الجبال الشاهقه. وبعد ظهر اليوم التالي اخذت الطائره تهبط إلى الأرض حتى استقرت عجلاتها على سهل تحف به الجبار في مطار بدائي يقوم عند طرفه القصي بناء ابيض. فمشت بهم مسز بيكر إلى البناء وهي تقول آمره: - عليكم ان تغتسلوا وتتناولوا القهوة قبل ان تستقلوا السيارات . واغتسلوا ومشطوا شعورهم وجاءهم الخدم العرب بالقهوة والسندويشات وتأهبوا لمواصلة السفر . فقالت لهم مسز بيكر وفي تنظر في ساعتها: - لقد ان لي ان اترككم أيها الاصحاب فتلك هي المرحلة الأخيره من الرحله . فسألتها هيلاري: - اراجعة انت إلى مراكش؟! - وكيف ارجع اليها والمفروض اني ميته حرقا في الطائرة التي سقطت؟! إن ورائي مهام اخرى في بلاد ثانيه. - ولكن هبي ان احدا القتى بك صدفة ممن عرفوك في مراكش؟ - وهل صعب علي ان اتخلص من هذا المأزق؟ سأزعم بأن لي شقيقة تشبهني تمام الشبه وهي التي احترقت في الطائره. وطبعا سيكون لدي جواز سفر باسم اخر وسأغير لون شعري ونبرات صوتي. فازدادت هيلاري إعجابا بالخطه المدبره . وودعت مسز بيكر باقي رفاق السهر ، فاستقلت الطائره ، ومالبثت ان علت في الجو وتوارت وراء الافق. ***** جاءهم احد الخدم العرب قائلا: - السيارات جاهزة ايها الساده. كانت بانتظارهم سيارتان كاديلاك يقودهما سائقان يرتديان الزي الرسمي فاتخذت هيلاري جلستها في المقعد الامامي بجانب السائق الفرنسي ، وكانت من حين لآخر تحدثه حديثا عابرا عن المشاهد التي تمر بها السياره . وسألته اخيرا: - ترى هل تطول الرحله ؟! - المسافة من المطار للمستشفى تستغرق حوالى ساعتين ياسيدتي . طنت الكلمات في اذنيها ، ولأول مره فطنت إلى ان هيلدا نيدهايم كانت الآن تلبس زي الممرضات. وعادت تسأل السائق الفرنسي: - حدثني قليلا عن المستشفى. - إنها من اروع المستشفيات في العالم ومزوده بأحدث الأجهزه العلميه وكثير من كبار الأطباء يزورونها من حين لآخر ثم يرحلون وهم يثنون عليها اعظم الثناء. إن الأبحاث التي تجري فيها لخير الإنسانية جمعاء. فقالت هيلاري تجاريه : - طبعا .. هذا لاشك فيه. - فيما مضى كان هؤلاء التعساء يرسلون إلى جزيره مهجوره فيقضون ماتبقى من حياتهم حتى يدركهم الموت . اما الآن فهم يعالجون هنا بالدواء الذي اكتشفه الدكتور كولوني ، وقد ثبت نجاحه في معظم الحالات حتى الحالات المستعصيه المزمنه. عجبت هيلاري لحديث السائق إذ لم تكن تدري من هؤلاء الذين نعتهم بالتعساء ولا أي داء يعانون . توقفت بهم السياره امام المستشفى، فاستقبلهم زنجي يرتدي ثيابا بيضاء فتح لهم البوابة ودعاهم للدخول . ورأت هيلاري نفسها في فناء كبير حجز معظمه بسور من القضبان والأسلاك ووراء السور كان جماعة من الناس يتمشون رائحين غادين. فاستداروا ينظرون للقادمين الجدد ، وعندها هتفت هيلاري وهي تشهق في رعب : - يا إلهي .. إنهم مصابون بالجذام !!!!!!!!!!!!!!!!! ولفرط فزعها طغت على اوصالها رعده كادت معها ان تتهاوى على الارض مغشيا عليها |
| |
|